احدهم كان فخما في حديثه باذخا في كلماته دقيقا في وصفه حين طُلب منه أن يكتب تغريده على تويتر تجمع بين كل تفاصيل التغريده الجيدة والجذابة ,عندها وفي تفكير عميق لم يستغرق وقتا قام ذاك الشاب وقال جملته باللغة الإنجليزية والتي تعني بالعربي ” اختر قائدك (رئيسك بالعمل ) ولا تختار عملك .. ! , الى هنا يمكننا التوقف عند نجاح أي عمل فهناك كتلة كبيرة من العوامل تمنحنا الصعود بشكل راسي لنعتلي هرم النجاح وهو فريق العمل والشخص الذي يقود الدفة ليجعلنا نلتم حوله ونبحر اكثر في محيط يحتاج منا ان نكون اكثر شجاعة .
كنا ما يقارب 30 شخصا مدعون للمشاركة في دورة تدريبية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العمل التنموي , القاعة هادئة في الساعة التاسعة صباحا وصلت انا وزميلتي رنا في مشروع بريف , رنا هي وحيدتنا كاستشاريين في مشروع بريف عدن امرأة تشبه في الصفة مارجريت تاتشر فهي حديدية في عملها وانجازها , يوجد في القاعة بعض الشباب والشابات منسقين الدورة زملاءنا في إدارة الاتصال في مكتب سمبس بعدن ومن المركز الرئيسي في صنعاء , فارس المستوطن في جذور الابتسامة , منية الريشة الجرافيكية المصبوغة بكل تفاصيل الابداع , عدنان المترقب شوقا لرؤية مدعويه لم يترك مكان في القاعة الا وانتقل اليه ليطلع على كل ترتيباته , فرح مزهوة بنشر تفاصيل الفرح لكل من يدخل القاعة , محمد يتاكد من مادته التدريبية التي صاغتها سنين خبرته واحترافة في مجال التواصل الاجتماعي جاهزة , افنان الفتاة العدنية التي تلملم التفاصيل المفقودة مع القادري فهي ترتقي في ثقتها الى سماء عالية في نجاح ما خططت له مع زملاءها لنجاح الفعالية , كوكبة شابة تملك أمل لو وزع على ارض جدباء لحولها الى واحة خضراء من الامل , يحملون اكثر مما تطيقه أجسادهم النحيلة على التحمل لكنه عنفوان الشباب المتطلع الى خدمة بلدهم وترسيخ مفاهيم التنمية للناس .!
تجلس على طاولتك ويبدأ المدعوين بالوصول اكثرهم تعرفهم فهم اما زملاء في مشاريع أخرى تنفذها الوكالة او موظفين يقودون طاقم الإدارة . في الطاولة التي اجلس فيها يجلس على اليمين نصار وهو ضابط مشروع بريف في عدن الشباب الذي فترة معرفتي به تتجاوز العام منذ حضورنا دورة استشاريّ استمرارية الاعمال وبعدها كان تعارفنا اكثر قربا في العمل كفريق واحد ضمن بريف , نصار ابتسامته لا تذهب من وجه شاب يجيد فن التعامل بلباقة مع من يقف امامة ويجيد التعامل بحزم في اطار عملة المنوط به , فيما يليه ناصر وهو ضباب التواصل في المشروع شاب لا يتوقف لحظة في نشاطه ضمن بريف والشاب الأكثر حضورا في رسائله ضمن هاتفي .!
في طاولة أخرى هناك وليد الزميل الاخر في بريف المتخصص في الشركات الريادية والرائد التنموي منذ سنين , وليد لا توجد زاوية في عدن او جوارها لا تعرفه تنمويا , ولا يمكن لحديث بين اثنين او في أي محل للزواج بأربع نساء الا كان وليد علامة مميزه في تلك اللزمة او العلامة الشخصية المميزة ( من باب الدعابة ليس الا ).
محمد العويني الحضرمي المتأصل في القول والعمل الذي يدير مكتب الوكالة بعدن حين تصادفه تشعر ان الدنيا لسه بخير , رنا أنور ” الومن ليدر ) القائدة الشجاعة لبريف في 3 محافظات .!
شارف الحضور على بلوغ العدد , نصار يهمس باذني ذاك الشاب الذي هناك يقف هو وسام قائد , اول مرة التقية , اعرفه من خلال نشاطه في الوكالة عبر الشبكات الاجتماعية لكنه اليوم حاضر بيننا , وسام هو المدير التنفيذي للوكالة , كان عليّ النظر الى ذاك الشاب الذي غزى الشيب يسار ويمين راسة , يشتعل الرأس شيبا حين يكون الفرد يحمل على عاتقة هم وطن , هم امة , او هم تنمية في بلد يحتاج للتنمية على مدى دقائق يومه التي تتسرب بين يدية وهو يحمل بندقيته ليقتل يمنياً اخر .
بعيدا عن بروبانجدا البدلة الرسمية والكرفتة التي اعتدنا رؤيتهم مع الاخرين , لم يكن وسام كذلك حين يمازح زميل ويتحدث لزميل اخر ويجلس في طاولة ضمن المشاركين , حين طلب منه ان يتحدث قام ليتحدث بلغته العربية الممزوجة بلكنة انجليزية هي تلك الميزة التي زرعها في طاقم ادارته ليخاطب العالم الاخر والمانحين بلغة يفهمونها لتكون ابلغ حديث عن مدى تنمية الشخص ذاته ولنفسة .!
في استراحة الفطور الأولى كان عليّ الجلوس معه والحديث اكثر عن الوكالة ومشاريعها والمستقبل الذي تسعى اليه ونظرتها للتنمية , جلست في طاولة مع زميلين اخرين من مشروع اخر تنفذه الوكالة فاذا بوسام يأتي من بعيد ليشاركنا ذات الطاولة تحدثنا عن التنمية وعن النظرة للمستقبل , تحدثنا عن سمبس وعن الداعمين , تحدثنا عن بريف وعن مستقبل بريف وبريف المستقبل , ما يلفت نظرك ليس ما يطرحه وسام وحسب بل أيضا ما يريده منك ان تتحدث , يجعلك تتحدث عن المشروع اخبرته عن عملنا في بريف حين تحدثت عن نزولنا للترويج كنت اتحدث ويسالني كيف تعاملت مع هذه الحالة وكيف اجبت عن استفسار كذا وكذا كان ذلك القائد الذي يريد ان يعرف من يعمل معه وكيف يفكر . , حين انتهي من حديثي يخبرني هل تعلم من اكثر مساهم في دعم التنمية في اليمن , كنا نجيب عن اكثر المنظمات دعما للتنمية عن المنظمات العربية التي تدعم , لكنة كان يملك معلومة مختلفة كرجلا اقتصادي يملك خبرة اكثر من 15 عاما في التنمية في اليمن , قالي لي المغتربين اكثر من يدعم التنمية , المغتربين اكثر من يرفد اقتصادنا , المغتربون الذي هم ابن عمي وعمك وقريبي وقريبك وابن منطقتي ومنطقتك ,,
وسام رجلا لا يؤمن بالمثل الصيني ” لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد ” لكن يطمح لما هو اكثر من تعليم الاصطياد فهو يريد ان يوفر لك الأدوات كصاحب مشروع لتتقن فن الاصطياد والاستمرار في عملك وأيضا استمرار التنمية في بلدنا .
الحديث معة هو تجاذب لخبرات تكدست من عمل تنموي لسنين ونظرة طموح لسنين تنموية قادمة ليست كتلك التي هدفها مجرد مسكنات بسيطة وانما لاستمرار الهدف الى المستقبل , يبحث عن صاحب الشركة او المنشاة ليس ليقدم له الدعم من طرف واحد وانما يبحث عن المنح التماثلية التي تشعر الشخص ان عليه ان يضع النصف ليساهم في مد يد العون للناس الاخرين في منطقته او مدينته .
يحدثني وسام عن مشروع بريف وعن الشركات الرائدة التي تم دعمها بمنح تماثلية تصل الى الخمسين الف دولار ليعود ويقول لي عن منشاة زارها انها لم تكتفي بمشاركة الخمسين الف دولار وانما ستزيد مشاركة الشركة لتصل الى اكثر من ربع مليون دولار لإنشاء مصنع لأسطوانات الاكسجين وتوزيعها على اكثر من محافظة تجاور عدن , انها النظرة التي علينا ان نقنع أصحاب الشركات في كيفية إدارة التنمية كلا في منطقته ونساعدهم من خلال البرامج النوعية والمشاريع كتلك التي تنفذها سمبس .!
عملي مع وكالة تنمية المنشآت الصغير والاصغر سمبس ليس من زمن وانما لم يتجاوز لحد الان السنتين , عملت من قبلها من العديد من المنظمات الدولية والمحلية ابتدأ من منظمة الأمم المتحدة وحتى اصغر المبادرات التنموية في عدن , وجدت الكثير من قصص العمل ووجدت الكثير من الاحترافية في العمل لكنني لم اجد الا القليل والنادر مما وجدته في سمبس في الاحترافية بالعمل , يجعلك تدرك مايمتلكه الشاب اليمني من قوة وطموح .
مارايك بالمقال !